الترجي الرياضي التونسي يرسخ هيمنته: تتويج ببطولة الماسترز الدولية للسباحة 2025 للعام الثاني على التوالي
في مشهد رياضي يعكس التفوق التونسي المتواصل، توج الترجي الرياضي التونسي مساء الجمعة، التاسع من مايو 2025، بلقب بطولة الماسترز الدولية للسباحة، وذلك للعام الثاني على التوالي. هذا الإنجاز الكبير جاء في ختام فعاليات النسخة الثامنة من البطولة المفتوحة للماسترز، التي انطلقت شرارتها يوم الثلاثاء الماضي، واستضافت منافساتها جنبات المسبح الأولمبي برادس، مؤكدةً مجددًا على ريادة تونس وقدرتها التنظيمية العالية في استضافة الأحداث الرياضية الدولية.
شهدت هذه النسخة الثامنة من البطولة مشاركة قياسية وواسعة، حيث تجاوز عدد المتنافسين 330 سباحًا وسباحة. ولم تقتصر المشاركة على النخبة المحلية، بل توافد الرياضيون من مختلف أنحاء العالم، ممثلين جميع الفئات العمرية، مما أضفى على البطولة زخمًا تنافسيًا عالميًا وأجواءً احتفالية فريدة. هذا التنوع الكبير لم يثرِ المنافسات فحسب، بل عزز أيضًا من قيم التبادل الثقافي والرياضي بين المشاركين، وجسد روح الرياضة كأداة للتقارب بين الشعوب.
إن تتويج الترجي الرياضي التونسي بهذا اللقب المرموق للمرة الثانية على التوالي ليس مجرد إضافة لسجل إنجازات النادي العريق، بل هو شهادة على العمل الدؤوب والاهتمام الكبير الذي يوليه النادي لفئة سباحي الماسترز، وتأكيد على قوة السباحة التونسية في هذه الفئة العمرية. ويعكس هذا الفوز المستوى العالي للتدريب والإعداد داخل أروقة “شيخ الأندية التونسية”، وقدرة سباحيه على التألق والمنافسة بقوة على الصعيد الدولي.
نُظمت البطولة، كما هو معهود، تحت إشراف الجامعة التونسية للسباحة وبجهود مخلصة من الجمعية التونسية لسباحة الماسترز، اللتين تعملان بتناغم لضمان سير المنافسات وفق أعلى المعايير الدولية. هذا التعاون المثمر بين الهيئات الرياضية الرسمية والجمعيات المتخصصة يمثل حجر الزاوية في النجاحات المتكررة التي تحققها تونس في تنظيم مثل هذه البطولات.
تتجاوز أهمية بطولة الماسترز الدولية للسباحة مجرد المنافسة على الألقاب والميداليات. فهي تلعب دورًا حيويًا في تنشيط السياحة الرياضية في تونس، حيث يجذب هذا الحدث الدولي المئات من المشاركين ومرافقيهم، مما يساهم في دعم القطاع السياحي وتقديم صورة مشرقة عن تونس كوجهة آمنة ومضيافة، تتمتع ببنية تحتية رياضية قادرة على استيعاب وتنظيم الفعاليات الكبرى. كما أنها تشجع على ممارسة الرياضة لكافة الفئات العمرية، مؤكدة على فوائدها الصحية والاجتماعية.
إن استمرارية هذا الحدث ونجاحه المتواصل، إلى جانب تألق الأندية التونسية كالترجي الرياضي، يفتح آفاقًا واعدة لتوسيع نطاق هذه الفعاليات في المستقبل، وزيادة عدد الدول المشاركة، وترسيخ مكانة تونس كمركز إقليمي ودولي للرياضة.
في الختام، يُعد فوز الترجي الرياضي التونسي ببطولة الماسترز الدولية للسباحة 2025 للعام الثاني على التوالي، ونجاح تونس في استضافة النسخة الثامنة بمشاركة عالمية واسعة، إنجازًا يضاف إلى سجل الرياضة التونسية الحافل. إنه تأكيد على أن الاستثمار في الرياضة والرياضيين، ودعم فئة الماسترز، هو استثمار في الصحة والمستقبل، ورسالة قوية بأن الشغف الرياضي لا يعرف عمرًا.
