“ختام الرابطة التونسية 2025: الترجي بطلاً للمرة 34، والكنزاري يُعيد رسم ملامح العميد

جدول المحتويات:
- مقدمة: ختام مثير للرابطة المحترفة الأولى التونسية
- أجواء ما قبل المباراة: احتفالات الترجي وترقب المنافسة على المقعد الأفريقي
- تحليل مباراة الترجي الرياضي التونسي والاتحاد الرياضي المنستيري
- قراءة فنية في اختيارات المدربين وتكتيكاتهم
- تحليل أداء وموسم الاتحاد الرياضي المنستيري
- تأثير المدرب ماهر الكنزاري على أداء الترجي الرياضي التونسي
- نظرة على بقية مباريات الجولة وتأثيرها
- خاتمة: موسم حافل بالإثارة ودروس للمستقبل
- شاهد احتفالات الترجي بلقب البطولة
1. مقدمة: ختام مثير للرابطة المحترفة الأولى التونسية
يوم الخميس الموافق للخامس عشر من مايو 2025، أسدل الستار على موسم 2024-2025 للرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم في تونس. جولة أخيرة حاسمة، حملت في طياتها الكثير من الإثارة والترقب، ليس فقط لتحديد هوية البطل الذي حُسم أمره مسبقاً لصالح الترجي الرياضي التونسي، ولكن أيضاً لتحديد الفريق الذي سيرافقه إلى مسابقة دوري أبطال أفريقيا المرموقة. أربع مباريات انطلقت في توقيت متزامن عند الرابعة عصراً، باستثناء مباراة القمة التي جمعت الترجي بضيفه الاتحاد الرياضي المنستيري في ملعب رادس، والتي بدأت قبل بقية المواجهات بدقائق قليلة، وسط أجواء احتفالية تُوجت بلقب البطولة رقم 34 في تاريخ عميد الأندية التونسية.
2. أجواء ما قبل المباراة: احتفالات الترجي وترقب المنافسة على المقعد الأفريقي
• الجولة الأخيرة وحسابات التأهل لدوري أبطال أفريقيا
مع حسم الترجي للقب البطولة، تحولت الأنظار بشكل كبير نحو الصراع المحتدم على البطاقة الثانية المؤهلة لدوري أبطال أفريقيا. المنافسة انحصرت بين فريقين عريقين: النجم الرياضي الساحلي والاتحاد الرياضي المنستيري. كل فريق كان يدرك أن مصيره ليس بيده فقط، بل يعتمد أيضاً على نتيجة مباراة المنافس المباشر. هذا الوضع أضاف المزيد من التشويق والضغط على اللاعبين والأجهزة الفنية والجماهير على حد سواء.
• التركيز على مباراتي الترجي ضد المنستير والنجم ضد الصفاقسي
لهذا السبب، كان التركيز الإعلامي والجماهيري منصباً بشكل خاص على مباراتين: الأولى تجمع بين الترجي الرياضي التونسي (البطل المتوج) وضيفه الاتحاد الرياضي المنستيري في ملعب رادس، والثانية تستضيف فيها النجم الساحلي في الملعب الأولمبي بسوسة فريق النادي الرياضي الصفاقسي. نتيجة هاتين المباراتين كانت ستحدد بشكل مباشر هوية المسافر الثاني إلى أغلى الكؤوس الأفريقية للأندية.
3. تحليل مباراة الترجي الرياضي التونسي والاتحاد الرياضي المنستيري
• الأجواء الاحتفالية في ملعب رادس
شهد ملعب حمادي العقربي برادس أجواءً احتفالية استثنائية تليق بتتويج الترجي الرياضي التونسي بلقب البطولة للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه العريق. الجماهير الغفيرة، التي قدر عددها بما يتراوح بين 25 ألف و30 ألف متفرج، زينت المدرجات بالأعلام وأضفت على المباراة طابعاً خاصاً، احتفاءً بهذا الإنجاز الكبير. “أجواء كبيرة لهذا الحقيقة، أجواء احتفالية، الجماهير تحتفل بلقب البطولة 34 في تاريخ النادي، حضور جماهيري كبير، أعلام، دخلة، كل شيء”، هكذا وصفت المراسلة أميمة الجبالي الأجواء من قلب الحدث، واعدة بتغطية شاملة للاحتفالات ورفع رمز لقب البطولة على صفحة إذاعة اكسبريس اف ام. يمكن مشاهدة لمحة من هذه الاحتفالات في مناسبات سابقة عبر الرابط التالي الذي يظهر احتفالات الترجي بلقب سابق (رقم 34 حسب النص، قد يكون المقصود 33 إذا كان الفيديو لموسم سابق).
• التشكيلات الرسمية للفريقين
قبل انطلاق المباراة، تم الكشف عن التشكيلات الرسمية التي سيبدأ بها كل فريق:
تشكيلة الترجي الرياضي التونسي:
- حراسة المرمى: أمان الله مميش.
- خط الدفاع: رائد بوشنيبة (أو كثيبة حسب نطق آخر)، محمد أمين توغاي (أو الكنيشي أو جلاصي حسب تحليل لاحق للمحاور)، حمزة غانمي (أو الزدي)، خليل شمام (أو بن حميدة). (ملاحظة: يوجد تضارب بسيط في الأسماء بين التقرير الأولي والتحليل اللاحق للمحللين، سيتم توضيحها في قسم القراءة الفنية).
- خط الوسط: وائل الدربالي (أو قبيلو)، غيلان الشعلالي (أو شهاب الشفيلي أو عبد الرحمن كوني أو جبالي)، إلياس السخيري (أو مغنمينا).
- خط الهجوم: أنيس البدري (أو أشرف الجبري)، محمد علي بن رمضان (أو موكوينا).
تشكيلة الاتحاد الرياضي المنستيري:
- حراسة المرمى: عبد السلام الحلاوي.
- خط الدفاع: محمود غربال، فابريس زيغو، شهيد الصالحي، ريان عزوز.
- خط الوسط: موسى أوركوما، دريدي عثمان، منديان.
- خط الهجوم: كرات السلطاني، أيمن الحرباوي، إلياس الحاج علي.
• لمحة تاريخية عن مواجهات الفريقين
قدمت المراسلة أميمة الجبالي لمحة تاريخية غنية عن مواجهات الفريقين في إطار البطولة. هذه المباراة حملت الرقم 102 بين الترجي والاتحاد المنستيري. في الـ 101 مباراة السابقة، حقق الترجي 58 انتصاراً، مقابل 11 انتصاراً فقط للاتحاد المنستيري، بينما انتهت 32 مباراة بنتيجة التعادل. وفي المباريات التي أقيمت في العاصمة (50 مباراة)، فاز الترجي في 40 منها، مقابل 3 انتصارات للمنستير و7 تعادلات. سجل الترجي 170 هدفاً في مجمل هذه المواجهات، بينما سجل الاتحاد المنستيري 75 هدفاً. اللافت أن آخر فوز للاتحاد المنستيري على الترجي في العاصمة يعود إلى موسم 2006-2007، حين فاز بنتيجة هدف مقابل لا شيء. هذه الأرقام تعكس التفوق التاريخي للترجي في مواجهاته المباشرة مع منافسه.
• سير المباراة في دقائقها الأولى
انطلقت المباراة بحذر من كلا الفريقين، حيث ظل التعادل السلبي (0-0) سيد الموقف في الدقائق الست الأولى. أشارت المراسلة إلى فرصة سهلة للترجي أهدرت أمام الحارس عبد السلام الحلاوي، مما يوحي بأن الترجي، رغم طابع المباراة الاحتفالي، دخل اللقاء بنوايا هجومية.
4. قراءة فنية في اختيارات المدربين وتكتيكاتهم
• تغييرات ماهر الكنزاري في تشكيلة الترجي
أشار المحللون، حمزة العبيدي وأمير الدريدي، إلى وجود “تورنوفر” (مداورة) في تشكيلة الترجي التي اختارها المدرب ماهر الكنزاري. أبرز هذه التغييرات كان إشراك الحارس أمان الله مميش بدلاً من البشير بن سعيد. كما لوحظ وجود لاعبين مثل نور الدين بوشنيبة، جلاصي، كنيشي، بن حميدة، دربالي، جبالي، كوناتي، موكوينا، وإلياس الجبري كأساسيين، بينما تواجد نجوم بارزون مثل يان ساس، رودريغيز، ويوسف البلايلي على دكة البدلاء.
• الاستعداد لمباراة الكأس القادمة
فسر المحللون هذه التغييرات بأنها تأتي في سياق تفكير المدرب ماهر الكنزاري في الاستحقاقات القادمة، وتحديداً مباراة الكأس الهامة يوم الأحد ضد الترجي الرياضي الجرجيسي. بعد ضمان لقب البطولة، أصبح من المنطقي إراحة بعض العناصر الأساسية وتجهيز الفريق لمواجهة الكأس التي لا تقل أهمية.
• قوة تشكيلة الترجي رغم الغيابات
رغم هذه المداورة، أكد أمير الدريدي أن الفريق الموجود على أرض الملعب “تري كومبيتيتيف” (تنافسي جداً). وأوضح أنه باستثناء غياب البلايلي وساس على دكة البدلاء، فإن معظم اللاعبين الأساسيين هم من يمكن اعتبارهم ضمن التشكيلة الأساسية أو قريبين جداً منها. فعلى سبيل المثال، بوشنيبة لعب أكثر من بن علي هذا الموسم بسبب إصابات الأخير. كما أن تركيبة خط الوسط التي تضم أوغبيلو مع الدربالي أو الكنيشي، وأمامهم شهاب جبالي كلاعب حر، هي التركيبة التي يفضلها الكنزاري. وأكد أن لاعبين مثل موكوينا (دولي في منتخبه) والجبري يمتلكون قيمة كبيرة ولا يمكن اعتبارهم مجرد احتياطيين. غياب توغاي بسبب الإصابة وبن سعيد لإعطاء الفرصة لمميش هي التغييرات الأبرز، لكن الفريق يظل قوياً. (راجع تأثير عمق التشكيلة هنا).
• وضع الاتحاد المنستيري وغياب حازم المستوري
بالنسبة للاتحاد المنستيري، أشار المحللون إلى غياب اللاعب حازم المستوري، الذي لم يكن متواجداً حتى على دكة البدلاء، مرجحين أن يكون السبب هو تعرضه لإصابة في المباراة السابقة ضد المتلوي، أو ربما رغبة المدرب فوزي البنزرتي في إراحته بعد الانتقادات التي طالته في المباريات الأخيرة.
• أهمية عودة اللاعب “زي” لتشكيلة المنستير
في المقابل، شكلت عودة المدافع “زي” (فابريس زيغو) إضافة قوية لمحور دفاع الاتحاد المنستيري. غياب “زي” في الفترة السابقة أجبر المدرب على الاعتماد على لاعبي أظهرة في محور الدفاع، مما سبب مشاكل للفريق في الخروج بالكرة وفي بناء الهجمات. عودته أعادت التوازن والقيمة لخط دفاع ووسط ميدان المنستير، الذي اعتبره المحللون شبه مكتمل باستثناء غياب المستوري.
5. تحليل أداء وموسم الاتحاد الرياضي المنستيري
• هل كان الهدف هو الفوز بالبطولة أم التأهل الأفريقي؟
أثار المحللون نقاشاً حول الأهداف الحقيقية للاتحاد المنستيري هذا الموسم. بينما صرح رئيس النادي بأن الهدف كان المنافسة على البطولة، رأى أمير الدريدي أنه في بداية الموسم، لم يكن المنستير يعتبر الفريق الأوفر حظاً للفوز باللقب. الهدف الأساسي كان ضمان مقعد في مسابقة الكاف (كأس الكونفدرالية الأفريقية)، وإذا جاء التأهل لدوري أبطال أفريقيا فهو مكسب إضافي. بالطبع، مع تقدم الموسم وتصدر الفريق للترتيب في فترات معينة، ارتفعت الطموحات للمنافسة على اللقب حتى النهاية.
• نجاح موسم المنستير رغم التحديات
اتفق المحللون على أن موسم الاتحاد المنستيري يعتبر ناجحاً بشكل عام. أكد حمزة العبيدي أنه يجب على جماهير المنستير أن تعتز وتفتخر بفريقها على الموسم “الاستثنائي” الذي قدمه. وأشار إلى صعوبة المنافسة في بطولة تونسية قوية ومتقاربة المستوى هذا الموسم، حيث لم تعد هناك مباريات محسومة مسبقاً. أداء المنستير، خاصة في بعض المباريات مثل مباراتهم ضد ترجي جرجيس، أظهر مستوى فنياً عالياً. تواجد الفريق ضمن الثلاثة أو الأربعة الأوائل في السنوات الخمس الأخيرة يؤكد أنه لم يعد مجرد “مفاجأة”.
• أهمية الاستقرار المالي والاحتفاظ باللاعبين للمستقبل
شدد أمير الدريدي على نقطة حاسمة لمستقبل الاتحاد المنستيري: ضرورة التركيز على “الفينونسمون” (التمويل) وكيفية الحفاظ على العناصر الأساسية في الفريق. وأشار إلى أنه لو لم يخسر المنستير العديد من اللاعبين المؤثرين في السنوات الخمس الأخيرة، لكان اليوم مرشحاً قوياً للفوز بالبطولة. المشكلة ليست في تعادل هنا أو هناك، بل في القدرة على بناء فريق مستقر لعدة مواسم. الظروف المادية غالباً ما تجبر الإدارة على بيع أفضل اللاعبين. (انظر تأثير بيع اللاعبين).
• تأثير بيع اللاعبين الأساسيين مثل شهاب الجبالي
ضرب أمير الدريدي مثالاً بخسارة المنستير للاعب شهاب الجبالي في ديسمبر لصالح المنافس المباشر، الترجي. شهاب الجبالي أظهر قيمة كبيرة مع الترجي وأصبح من أفضل اللاعبين في الفترة الأخيرة تحت قيادة ماهر الكنزاري. هذه الخسارة، بالإضافة إلى خسارة الحارس بشير بن سعيد في الموسم السابق، تؤثر على قدرة الفريق على المنافسة على المدى الطويل.
• مقارنة عمق التشكيلة بين الترجي والمنستير
أوضح المحللون الفارق في عمق التشكيلة بين الفريقين. الترجي يمتلك 16-17 لاعباً يمكنهم اللعب كأساسيين، مما يسمح للمدرب بإجراء تغييرات دون التأثير بشكل كبير على مستوى الفريق. هذا الأمر غير متوفر بنفس القدر في المنستير، الذي يعتمد على مجموعة محدودة من 12-13 لاعباً، بينهم 4-5 لاعبين شبان. هذا النقص في الخيارات ظهر جلياً عندما اضطر المدرب لإشراك لاعبي أظهرة في محور الدفاع.
• الحاجة للاعبين “سوبر” لصناعة الفارق
أشار حمزة العبيدي إلى أن ما ينقص المنستير هو “ثقافة التتويج” التي تأتي مع الخبرة. وأضاف أمير الدريدي أن المنستير يحتاج إلى لاعب أو لاعبين من طراز “سوبر” بإمكانهم حسم المباريات وصناعة الفارق، مثلما فعل يوسف البلايلي مع الترجي في مباراة الفريقين بالمنستير، حيث سجل هدفاً وصنع آخر بفضل مجهود فردي. هؤلاء اللاعبون ذوو القيمة المضافة هم من يمكنهم نقل الفريق إلى مستوى آخر. ورغم اكتساب المنستير لثقافة الانتصارات في السنوات الأخيرة، إلا أن هذا النوع من اللاعبين يمكن أن يكون حاسماً في الأمتار الأخيرة من سباق البطولة.
ملخص كلاسيكو تونس المنتظر: النادي الإفريقي يستضيف النجم الساحلي في مواجهة تاريخية بالأرقام
6. تأثير المدرب ماهر الكنزاري على أداء الترجي الرياضي التونسي
• التحول الإيجابي في أداء الترجي تحت قيادة الكنزاري
أشاد المحللون بالتأثير الكبير للمدرب ماهر الكنزاري على أداء الترجي منذ توليه المسؤولية. أكد أمير الدريدي أن “ماهر غيّر كل شيء في الترجي”. الفريق تحت قيادته لعب حوالي سبع مباريات، سجل فيها قرابة 20 هدفاً، واستقبل هدفين فقط (واحد في الديربي وآخر ضد صن داونز). هذا التحول كان حاسماً في إنقاذ موسم الترجي الذي كان من الممكن أن يخسر فيه البطولة لو استمر المدرب السابق ريجي كامب.
• الإحصائيات الدفاعية والهجومية كدليل
الإحصائيات تتحدث عن نفسها: قبل الكنزاري، كان الترجي يستقبل هدفاً أو أكثر في كل مباراة، وأحياناً ثلاثة أهداف. التحسن الدفاعي كان ملحوظاً، بالإضافة إلى الفعالية الهجومية الكبيرة. هذا التغيير في الأرقام يعكس التغيير في الأداء والروح داخل الفريق. (انظر مقارنة الأساليب).
• مقارنة بين أسلوب الكنزاري والمدربين السابقين (ريجي كامب، كاردوزو)
انتقد أمير الدريدي فلسفة المدرب السابق ريجي كامب التي كانت تركز على الهجوم بشكل مبالغ فيه دون تأمين الدفاع. واعتبر أن ماهر الكنزاري كان أكثر واقعية وتوازناً. في مباراة الديربي مثلاً، لم يخجل الكنزاري من اللعب بلاعبي ارتكاز دفاعيين (Double Pivot) لإغلاق المساحات أمام النادي الإفريقي الذي كان يعاني من مشاكل في التحولات الدفاعية. هذا التكتيك سمح للترجي بالسيطرة على وسط الملعب وخلق العديد من الفرص.
• أهمية التوازن بين الدفاع والهجوم
أكد أمير الدريدي أن كرة القدم الحديثة، حتى مع مدربين مثل غوارديولا الذين يفضلون الاستحواذ، ترتكز على مبدأ أن امتلاك الكرة يوفر فرصاً أكبر للفوز ويقلل من فرص المنافس. الكنزاري طبق هذا المفهوم بشكل عملي، حيث لم يركز فقط على الهجوم، بل على تحقيق التوازن الذي يسمح للفريق بالسيطرة وخلق الفرص دون إهمال الواجبات الدفاعية. “الأهم هو التوازن”، هذا ما طبقه الكنزاري بنجاح.
• قوة شخصية الكنزاري وتأثيرها على اللاعبين
أشار أمير الدريدي إلى قوة شخصية ماهر الكنزاري كلاعب سابق كبير، وكيف انعكست هذه الشخصية على تعامله كمدرب. “ماهر جنتلمان ويضحك، لكنه يعرف كيف يتعامل”. وضرب مثالاً بتوجيه الكنزاري للاعب يوسف البلايلي خلال إحدى المباريات وتنبيهه، الأمر الذي أدى إلى رد فعل إيجابي من اللاعب الذي ساهم في تسجيل هدف بعد ذلك مباشرة. هذه القدرة على التأثير وفرض الانضباط هي ما يميز المدربين الكبار.
• قرارات الإدارة الحاسمة في تغيير المدرب
أشاد المحللون بقرار إدارة الترجي بتغيير المدرب في الوقت المناسب، وهو ما اعتبروه قراراً صائباً أنقذ موسم الفريق. هذا القرار، الذي لم تتخذه إدارات أخرى مثل إدارة النادي الإفريقي أو النجم الساحلي (في فترات سابقة)، كان له دور حاسم في تتويج الترجي باللقب. الخبرة الإدارية في اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة هي جزء لا يتجزأ من نجاح الأندية الكبيرة.
7. نظرة على بقية مباريات الجولة وتأثيرها
بالإضافة إلى مباراة الترجي والمنستير، شهدت الجولة الأخيرة ثلاث مباريات أخرى ذات أهمية في تحديد مراكز الفرق الأخرى:
• مباراة النجم الساحلي والنادي الصفاقسي
في الملعب الأولمبي بسوسة، واجه النجم الساحلي ضيفه النادي الرياضي الصفاقسي. هذه المباراة كانت تحمل أهمية قصوى للنجم الساحلي الذي كان ينافس الاتحاد المنستيري على بطاقة دوري أبطال أفريقيا. نتيجة هذه المباراة، بالتزامن مع نتيجة مباراة الترجي والمنستير، كانت ستحدد بشكل نهائي هوية الفريق المرافق للترجي. (حتى وقت البث، كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي 0-0).
• مباراة الملعب التونسي ومستقبل سليمان
استضاف الملعب التونسي فريق مستقبل سليمان. هذه المباراة كانت تهم الفريقين في تحسين مركزيهما في جدول الترتيب العام للبطولة.
• مباراة النادي البنزرتي والأولمبي الباجي
في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت، واجه النادي الرياضي البنزرتي فريق الأولمبي الباجي. (حتى وقت البث، كانت النتيجة تشير أيضاً إلى التعادل السلبي 0-0).
8. خاتمة: موسم حافل بالإثارة ودروس للمستقبل
أسدل الستار على موسم 2024-2025 للرابطة المحترفة الأولى التونسية بتتويج مستحق للترجي الرياضي التونسي بلقبه الرابع والثلاثين، وبمنافسة شرسة على المقاعد الأفريقية حتى اللحظات الأخيرة. الموسم قدم دروساً قيمة للأندية، أبرزها أهمية الاستقرار الفني والإداري، وضرورة بناء فرق قادرة على المنافسة على المدى الطويل من خلال الحفاظ على اللاعبين المميزين وتدعيم الصفوف بعناصر قادرة على صناعة الفارق. تأثير مدرب مثل ماهر الكنزاري على فريق كالترجي يثبت أن القرارات الفنية الصائبة يمكن أن تغير مسار موسم بأكمله. بينما تسعى أندية مثل الاتحاد المنستيري لترسيخ مكانتها بين الكبار، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد التوازن بين الطموحات الرياضية والإمكانيات المادية لبناء مستقبل كروي مزدهر.
9. شاهد احتفالات الترجي بلقب البطولة
لمتابعة جانب من الأجواء الاحتفالية وتتويج الترجي الرياضي التونسي بلقب البطولة، يمكنكم مشاهدة الفيديو التالي الذي يوثق احتفالات سابقة مماثلة للنادي:
الترجي يحتفي بلقب البطولة رقم 34 في مواجهة الاتحاد المنستيري – YouTube
(ملاحظة: الرابط المقدم يعود لاحتفال سابق، ولكنه يعطي فكرة عن الأجواء الاحتفالية التي تصاحب تتويج الترجي).