ملخص الرياضة العالمية

مفاجأة مدوية في دورة روما: شفيونتيك حاملة اللقب تودع مبكرًا والشكوك تحوم حول رولان غاروس

في مفاجأة من العيار الثقيل هزت أرجاء ملاعب التنس الترابية في العاصمة الإيطالية، ودعت النجمة البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة الثانية عالميًا وحاملة لقب دورة روما للأساتذة (ذات الألف نقطة)، البطولة من بابها الضيق في الدور الثالث. جاء هذا الإقصاء المبكر والمفاجئ يوم السبت، العاشر من مايو 2025، على يد الأمريكية المتألقة دانييل كولينز، المصنفة 35 عالميًا، التي قدمت أداءً استثنائيًا لتطيح بالمرشحة الأبرز للقب بمجموعتين دون رد، بواقع 6-1 و7-5.

هذه الهزيمة لم تكن مجرد خروج من دورة هامة، بل شكلت صدمة لعشاق “ملكة الملاعب الترابية”، التي كانت تسعى لتحقيق لقبها الرابع في روما بعد تتويجاتها السابقة في أعوام 2021 و2022 والعام الماضي 2024. فوز كولينز، الذي جاء بعد مباراة سيطرت فيها الأمريكية على المجموعة الأولى بشكل كامل قبل أن تحسم الثانية بصعوبة بعد مقاومة من شفيونتيك، يفتح باب التكهنات على مصراعيه حول مستقبل المنافسة في بطولات الملاعب الترابية الكبرى.

الأهم من مجرد الخروج من دورة روما، هو التوقيت الحساس لهذه الهزيمة. فمع اقتراب موعد انطلاق بطولة رولان غاروس الفرنسية، ثاني البطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام)، والتي ستنطلق فعالياتها في 25 مايو الحالي وتستمر حتى 8 يونيو المقبل، باتت الشكوك تحوم بشكل كبير حول مدى جاهزية شفيونتيك البدنية والذهنية للدفاع عن لقبها في باريس. النجمة البولندية، التي سطرت اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة الفرنسية بفوزها باللقب أربع مرات في النسخ الخمس الأخيرة (2020، 2022، 2023، و2024)، تجد نفسها الآن في موقف لا تحسد عليه، حيث أن فقدان الزخم والثقة قبل أسابيع قليلة من أهم بطولاتها قد يكون له تأثير سلبي.

لن تقتصر تبعات هذه الخسارة على الجانب المعنوي والتحضيري، بل ستمتد لتشمل تصنيفها العالمي. فمن المتوقع أن تتراجع إيغا شفيونتيك من المركز الثاني الذي تحتله حاليًا إلى المركز الرابع في التصنيف الجديد الذي سيصدر يوم الإثنين المقبل، وهو ما قد يؤثر على قرعتها ومسارها في البطولات القادمة، بما في ذلك رولان غاروس.

في المقابل، قدمت دانييل كولينز أداءً لافتًا وقويًا، أكدت من خلاله أنها قادرة على مقارعة الكبار وإحداث المفاجآت. فوزها على شفيونتيك على الملاعب الترابية يُعد إنجازًا كبيرًا في مسيرتها، ويعزز من طموحاتها في تحقيق نتائج مميزة في بقية موسم الملاعب الترابية.

تُعد هذه النتيجة بمثابة جرس إنذار لشفيونتيك وفريق عملها، وربما فرصة لإعادة تقييم الأمور وتدارك أي نواقص قبل التوجه إلى باريس. هل هي مجرد كبوة عابرة أم مؤشر على تراجع في المستوى؟ الأيام القادمة وحملة الدفاع عن لقب رولان غاروس ستحمل الإجابة. لكن ما هو مؤكد أن دورة روما لهذا العام قد شهدت واحدة من أكبر مفاجآتها، وأن الطريق نحو لقب رولان غاروس قد أصبح أكثر انفتاحًا وتنافسية بعد هذا الخروج المبكر لحاملة اللقب وأبرز المرشحات. عالم التنس يترقب الآن كيف ستتعافى شفيونتيك من هذه الصدمة، وما إذا كانت ستتمكن من استعادة بريقها المعهود على ملاعبها المفضلة في العاصمة الفرنسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى