الهدية الغالية


كانت الطفلة الطيبة نور قد جمعت بعض النقود في حصالتها الصغيرة. كانت تحلم بشراء لعبة جميلة رأتها في واجهة المحل. كانت تعد نقودها كل يوم بحماس.
في أحد الأيام، وبينما كانت عائدة من المدرسة، رأت جارتها العجوز، السيدة فاطمة، تجلس وحيدة أمام بيتها وتبدو حزينة وشاحبة. عرفت نور أن السيدة فاطمة ليس لديها من يساعدها كثيراً.
فكرت نور في لعبتها التي تحلم بها، ثم نظرت إلى جارتها العجوز. شعرت بالحزن من أجلها وفكرت: “لعبتي يمكن أن تنتظر، لكن جارتي قد تكون جائعة الآن وتحتاج للمساعدة.”
قررت نور قراراً رائعاً! أخذت كل النقود التي جمعتها، وبدلاً من الذهاب لمحل الألعاب، ذهبت إلى المخبز والبقالة. اشترت خبزاً طازجاً وبعض الفاكهة والحليب، ووضعتها في سلة صغيرة.
ذهبت نور إلى بيت جارتها وقدمت لها السلة بلطف قائلة: “تفضلي يا سيدتي فاطمة، هذه هدية بسيطة مني.” نظرت الجارة العجوز إلى نور والطعام بعيون دامعة من الفرح، وابتسمت ابتسامة كبيرة وقالت: “يا لكِ من فتاة رائعة يا نور! هذه ليست هدية بسيطة، هذه أفضل وأغلى هدية وصلتني في حياتي! شكراً لكِ من كل قلبي.“
شعرت نور بسعادة غامرة، أكبر بكثير من السعادة التي كانت ستشعر بها لو اشترت اللعبة.
نتعلم أن الكرم والعطاء أجمل شعور. عندما نساعد الآخرين ونفكر في احتياجاتهم قبل احتياجاتنا، فإننا نقدم لهم أغلى هدية وهي المحبة والاهتمام. العطاء يجلب السعادة لنا ولمن حولنا. ✨